تعليم

نوران ضياء تحصل علي درجة الماجستير في الهندسة المعمارية بامتياز من جامعة المنوفية

كتبت: رانيا ورداني

حصلت الصحافية وصانعة الأفلام الوثائقية نوران ضياء على درجة الماجيستير فى الهندسة المعمارية من جامعة المنوفية. فى رسالة بعنوان ” The impact of crises on contemporary Egyptian architecture”
تتناول الرسالة التأثير المنعكس للأزمات على العمارة المعاصرة لها، وسلطت الضوء على أزمات محددة منها الحربين العالميتين الأولى والثانية، وأزمة الانفتاح الاقتصادى وأحداث يناير ٢٠١١.

تخرجت نوران من قسم العمارة بكلية الهندسة، حاملة معها شغفًا دفينًا بالصحافة وبصناعة الوثائقيات، وبعد التخرج واصلت دراستها الأكاديمية في الإعلام، حيث حصلت على ماجيستير الإعلام المهنى من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وهي الآن باحثة ماجستير في الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون.

✨ بداية الشغف بالصحافة

فى السادسة من عمرها، كانت نوران ضياء تستخدم أدوات منزلية ككاميرا وميكروفون لتطرح الأسئلة على أسرتها. ووجدت شغفها في الإذاعة المدرسية منذ الصف الثالث الابتدائى وحتى نهاية المرحلة الثانوية ، وكانت مغرمة بالأفلام التي تتناول قصص الصحفيين، مثل “the President’s Men، “Zodiac، “Shattered Glass، و”جاءنا البيان التالي”.

وفي احداث 25 يناير 2011، بدأت نوران ضياء تدرك أهمية الصحافة في فهم الواقع ونقل الحقيقة، كان عمرها آنذاك ١٦ عامًا، لكنها كانت شغوفة بمتابعة الأحداث ومحاولة استيعاب تعقيدات المشهد المصري، ما دفعها لاحقًا لاختيار دراسة الصحافة كمسار مهني وأكاديمي. إلا أنها التحقت بكلية الهندسة قسم العمارة، وظل حلم الصحافة يطاردها باستمرار ما جعلها طوال الوقت ساخطة وتفتقد الشعور بالرضا، فقررت العمل بالصحافة فى العام الأول لها بالجامعة.

✨ البداية المهنية.. بين الصحف المحلية والاستقلالية

بدأت نوران ضياء مسيرتها الصحفية بالتدريب والعمل في عدة مؤسسات مصرية، من بينها روز اليوسف، قناة اون تى فى، جورنال مصر، راديو عاجل، موقع لها. لكن مع مرور الوقت، شعرت برغبة متزايدة في التحرر من قيود المؤسسات الإعلامية، ما دفعها إلى اتخاذ قرار بالعمل كصحفية مستقلة وصانعة أفلام وثائقية.

صنعت عدد كبير من الأفلام الوثائقية وحصلت على عدة جوائز من مهرجانات دولية ومحلية، من أبرز أفلامها ” هروب لاجئ، إختفاء قسرى، يوم فى حياة أم ، بيبى بلو، حجاب مريم، عمارة ما بعد الثورة، تحرّش مهنى، لمن يهمه الأمر، بنت الشركة، يا كحك العيد، صديقة الطلبة، نساء ماقبل الفوط الصحية، مرح إلزامى، على قارعة الطريق، وفيلم أنثى أتلفها الهوى”.
كما أنجزت عدد من التحقيقات الاستقصائية منها “زيجات على الهامش، دواء وهمى، عبودية تحت غطاء أكاديمى، حجاب قسرى، تمييز على أساس أنثوي”

✨ تحديات الإحباط والعودة بقوة إلى الصحافة

في عام ٢٠١٧، قررت الابتعاد عن الصحافة بعدما شعرت بعدم تكافؤ الفرص، وخاضت تجربة مهنية مختلفة، حيث تم تعينها كمعيدة بكلية الهندسة بعد تخرجها بتقدير امتياز . وبعد فترة أدركت أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل شغف لا يمكن استبداله أو التخلى عنه. وفي عام ٢٠٢١، عادت إلى المجال مرة اخرى. إلا انها كانت قد سُجّلَت كطالبة ماجيستير بكلية الهندسة، ولأنها قد خاضت مرحلة كبيرة بالماجيستير فقررت التعامل مع رسالة ماجيستير الهندسة الخاصة بها وكأنها تحقيق صحفى لابد من إنجازه والإنتهاء منه.
وقد استخدمت رسالتها فى صناعة فيلم وثائقى حمل أسم “عمارة ما بعد الثورة”

✨ الدراسة الأكاديمية وتحقيق حلم الطفولة

قررت نوران تحقيق حلم طفولتها بدراسة الإعلام بجامعة القاهرة، وفي عام 2021، حصلت على ماجيستير الإعلام المهنى بنظام التعلم الإليكترونى وحصلت على المركز الأول على دفعتها، ثم سجلت بدرجة الماجيستير الاكاديمى عام ٢٠٢٣

تعمل نوران ضياء حاليًا كصحفية استقصائية مستقلة مع مؤسسات عربية وأجنبية، إلى جانب عملها كصانعة للأفلام الوثائقية.
وتتواصل حاليًا مع مؤسسات دولية متخصصة في المصادر المفتوحة لتعزيز التعاون في إنتاج مشاريع صحفية تخص منطقة الشرق الأوسط.

✨ التحديات الشخصية والمهنية

أبرز التحديات الشخصية التي واجهت نوران فى البداية هي ان الأسرة، ترى أن مهنة الطبيب أو المهندس أكثر فائدة للمجتمع من أى مهنة أخرى، وأن الصحافة مهنة من لا مهنة له.
وعن التحديات المهنية التى واجهتها الأحكام المسبقة والنمطية المرتبطة بعمل المرأة في المجال الصحفى، والتي غالبًا ما تشكك في قدرة المرأة على تحمل أعباء العمل، وتحصر إسهاماتها في مهام معينة، وعدم تكافؤ الفرص ، بالإضافة الى التمييز على أساس أنثوى، تقول: “هذه التحديات بشقيها الشخصي والمهني رغم صعوبتها لكن مواجهتها والتغلب عليها ليست مستحيلة، لأنها عملية مستمرة تتطلب الصبر والإصرار والمثابرة”.

✨ أخيرًا.. تواصل نوران مسيرتها الصحفية بشغف والتزام، مؤمنةً بدور الصحافة في كشف الحقائق وإحداث التغيير. ورغم التحديات التي تواجه الصحافة المستقلة، فإنها تواصل سعيها لإنتاج أفلام وتحقيقات دقيقة وموثقة، متعاونةً مع مؤسسات عربية ودولية. بالنسبة لها، فإن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل مسؤولية ورسالة تسعى من خلالها إلى تحقيق العدالة وإعلاء صوت الحقيقة.

✨دائما ما تتخذ نوران شعاراً لها تردده مراراً وتكراراً بقولها “ابحث عن شغفك وتمسك به،لا تستسلم أبدًا ولا تسمح للظروف بتغيير مسارك. تستطيع أن تبدأ من الصفر فى أى عمر ومن أى مكان، يكفى أن تمتلك إرادة قوية ورؤية واضحة وتضع خطة منظمة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى