مقالات

محمد عبد المنعم..أهرامي على رأس “روزاليوسف”

بقلم: جورج أنسي


يدين جيلى من الصحفيين والإداريين فى مؤسسة روزاليوسف بالفضل لهذا الرجل، الذى جاء إلينا من مؤسسة الأهرام فى ربيع عام ١٩٩٨ ليتولى رئاسة مجلس إدارة المؤسسة، فاتحًا الباب لتعيين كل من تعرض لسنوات طويلة من الظلم والتجاهل من جانب الإدارة السابقة، ومانحًا الإستقرار لجيل حمل على عاتقه مسؤولية المساهمة الفعالة فى تقديم صحافة مؤثرة خلال التسعينيات والالفية الجديدة.

جاء الأستاذ محمد عبد المنعم فى اطار قرار توافقى اتخذته الدولة بدايات عام ١٩٩٨ ، بإبعاد الأستاذ عادل حمودة نائب رئيس تحرير مجلة روزاليوسف ككاتب متفرغ بالأهرام بعد سلسلة موضوعات صحفية لم ترق للقيادة السياسية- فى ذلك الوقت- ثم تلا ذلك إنهاء خدمات الاستاذ محمود التهامى كرئيس لمجلس ادارة وتحرير روزاليوسف، وتعيين الأستاذ عبد المنعم على قمة مؤسستنا العريقة رئيسًا لمجلس ادارة وتحرير روزاليوسف.

لازلت أذكر أول جملة نطق بها الاستاذ عبد المنعم عندما دخل المؤسسة واجتماعيه بأسرة المجلتين (روزاليوسف وصباح الخير)، مندهشًا من ضعف الامكانيات المادية والتكنولوجية وما الى ذلك، وفى نفس الوقت يقدم أبناؤها صحافة جادة تؤثر فى المجتمع وتهاجم الفساد وتساعد الدولة فى كشف مواطنه والقضاء عليه وتنافس أعتى المؤسسات الصحفية إمكانيات وتاريخًا.

الأستاذ عبد المنعم له سجل مهنى حافل منذ أن كان مراسلًا حربيًا عن جريدة الأهرام وصولًا للمكتب السياسى لرئيس الجمهورية كسكرتير صحفى، ولازلت أذكر حتى الآن سلسلة الحلقات الوثائقية التى كان يقدمها بالتليفزيون الرسمى أواخر الثمانينيات عن الحرب العالمية الثانية تحت عنوان “العالم فى حرب” والتى تابعتها منبهرًا بأسلوبه وقدرته على التحليل وتبسيط المعلومات وطرح الخلفية السياسية والتاريخية للمادة الفيلمية التى يعرضها ..

لاشك أن الراحل الكبير تعرض لانتقادات كثيرة وإختلاف حول سياساته التحريرية والإدارية التى أنتهجها طوال فترة توليه دفة المؤسسة ، ولكن أبدًا لا يمكن إنكار إنجازاته على أرض الواقع والتى لاتزال باقية وشاهدة على عطائه ..
رحم الله كاتبنا الكبير والرئيس الذى أحببته دون أن أتعامل معه عن قرب، وألهم كل من عرفه وتعامل معه، الصبر والعزاء لفقده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى