مقالات

المتحف الكبير .. الإنجاز والرسالة

بقلم: عصام عمران

بدأ العد التنازلي واقترب موعد الحدث الأعظم الذي ينتظره الملايين حول العالم ، حيث تستعد مصر لافتتاح  المتحف الكبير  في الثالث من يوليو المقبل ليتحقق الحلم الأكبر بعد ربع قرن من العمل الشاق والممتع في نفس الوقت ، ومن هذا المنطلق قررت الدولةالمصرية اعتبار هذا اليوم اجازة رسمية ليتمكن المصريون من متابعة هذا الحدث الفريد .
المتحف يقام على مساحة ١١٧ فدانا بميدان الرماية بالجيزة ويضم قرابة مائة ألف قطعة أثرية تحكي تاريخ الحضارة الفرعونية تعرض وفقا لأحدث النظم العالمية ليكون أكبر بل وأهم متاحف العالم.
ومرة أخرى دعونا نوجه التحية والتقدير لمن اختار هذا اليوم الأعظم فى تاريخ مصر المعاصر موعدا لافتتاح المتحف الأكبر في العالم لأنه اختيار ذكى استطاع من خلاله كما ذكرت فى مقال سابق الربط بين ماض عريق وحاضر مزدهر والأهم أنه يعد بمثابة لعبور نحو مستقبل باهر ان شاء الله عبر بوابة التاريخ   .

ولم لا ويوم ” ٣ يوليو  ٢٠١٣ ” تاريخ غال وعزيز على قلب كل مصرى وطنى  ، ففيه تخلصنا من حكم الجماعة الإرهابية التي أرادت إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية وطمس هويتها والقضاء على قوتها الناعمة وفي القلب منها الثقافة والآثار اللذان يمثلان إرث مصر الحضارى الحقيقى باعتبارها تمتلك ثلثي آثار العالم، بل والأهم على الإطلاق.

من هذا المنطلق أرى أن اختيار يوم ٣ يوليو موعداً لافتتاح متحف مصر الكبير رسالة مهمة للعالم أجمع بأن مصر حافظت على تاريخها وحاضرها وسوف تعبر للمستقبل المشرق أكثر قوة وترابطا بين أبنائها  .

الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يولى اهتماما كبيرا وخاصا بهذا المشروع العملاق يريد أن يكون افتتاح المتحف الأعظم فى العالم على قدر وقيمة مصر وطنا ومواطنا ، وهو ما أكده دكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء مؤخرا حيث بدأت الحكومة في وضع خطط وإجراءات توضح أخر الاستعدادات لهذا الحدث الجلل  الذى ينتظره العالم أجمع، ومن المتوقع أن يحظى بحضور ومشاركة لفيف من كبار الشخصيات السياسية والثقافية والاقتصادية من مختلف بلدان العالم.

ووفقا لما ذكره شريف فتحي وزير السياحة والآثار  فإن المتحف سيعرض لدى افتتاحه الرسمي، كنوز الملك والفرعون الذهبى توت عنخ آمون كاملة لأول مرة ، والتى تضم أكثر من ٥٥٠٠ قطعة أثرية نادرة  فى قاعتي عرض، كما يضم إجمالا قرابة 100 ألف قطعة أثرية يتقدمها التمثال الأشهر للملك رمسيس الثاني الذي يتوسط البهو الرئيسى للمتحف ليكون في استقبال ملايين الزائرين من المصريين والأجانب سنويا.
وفي هذا السياق فإن جميع قاعات المتحف أصبحت جاهزة ؛ للاحتفال بهذه المناسبة الهامة بعد أن تسببت الأزمات العالمية المتكررة في تأجيل الافتتاح ، حيث كانت مصر  ولا تزال تسعى  لإقامة افتتاح كبير يليق بـ”مشروع القرن الـ21 الثقافي”.
وكانت وزارة السياحة والآثار  قد أعلنت فى أكتوبر الماضى عن تشغيل تجريبي للمتحف ، شمل 12 قاعة عرض رئيسية تضم 24 ألف قطعة أثرية، وعلى مساحة تقدر بحوالي 6 أفدنة.
وتعرض القاعات الـ12 بداية من عصر ما قبل الأسرات والدولة القديمة حتى العصر الحديث، وتضم قطعا أثرية تعود إلى 700 ألف سنة وحتى عصر الدولة الحديثة وعصور الانتقال والمتأخر والروماني، طبقا لسيناريو عرض يتحدث عن المجتمع والملكية والمعتقدات ، وتم مطلع الشهر الحالي إغلاق المتحف أمام الزيارة استعدادا للإفتتاح الرسمي في  الثالث من يوليو المقبل ،
ووفقا للدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف فإن المشروع تكلف حوالى مليار و٢٠٠ مليون دولار  منها قرابة ٧٥٠ مليون منحا وقروضا والباقي تحملته الدولة المصرية واستغرق العمل به قرابة  العشرين عاما ومن المتوقع أن يحقق المشروع عائد تكلفته وفقا لدراسات الجدوى خلال ١٥ عاما من افتتاحه أمام الزوار .

Omran666@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى