
في حياة كل طالب جامعي، هناك أساتذة يتركون أثرًا لا يُمحى، لا بسبب علمهم فقط، بل بشخصيتهم وروحهم، ومن هؤلاء القلائل يأتي د. سامي عبد العزيز، الأستاذ الذي لم يكن مجرد معلم، بل كان قدوة ومُلهمًا لكل من جلس أمامه في قاعة المحاضرات.
علاقة لا تنقطع
من النادر أن تجد أستاذًا يحافظ على علاقة قوية بطلابه حتى بعد تخرجهم، لكن د. سامي عبد العزيز ليس كغيره. فطلابه الذين تعلموا على يديه لم يخرجوا فقط بشهادات أكاديمية، بل خرجوا بتجربة إنسانية غنية، قائمة على الودّ والتواصل المستمر. لا يزال يحرص على متابعة أخبار طلابه، يفرح بنجاحهم، ويوجههم عند الحاجة، وكأنه لم يغادر القاعة أبداً.
روح مرحة وحضور مميز
بعيدًا عن القالب التقليدي للأساتذة الجامعيين، تميز د. سامي بروح مرحة جعلت محاضراته محط انتظار، فكلماته كانت دائمًا تحمل بين طياتها الحكمة بأسلوب راقٍ وممتع، مما يجعل الطلاب يتلقون المعلومة دون ملل. كان يتعامل مع الجميع بلطف، لا تفارقه الابتسامة، ويمزج بين الجدّ والدعابة في أسلوب نادر يبعث على الاحترام والتقدير.
رجل وطني قبل أن يكون أكاديميًا
لم يكن د. سامي عبد العزيز مجرد أستاذ جامعي، بل كان شخصية وطنية تسعى دائمًا لخدمة بلده بكل الطرق الممكنة. كان من الأصوات القوية في مجال الإعلام والتسويق، يُقدم خبراته لخدمة مصر، سواء من خلال الاستشارات الإعلامية أو من خلال مشاركته في تطوير المشهد الإعلامي والتعليمي.
أستاذ.. وزميل.. وصديق
لم يكن دعمه محصورًا في طلابه فقط، بل امتد ليشمل زملاءه وأبناء مجاله، حيث كان دائم التعاون والمساندة لكل من يحتاج إليه، بروح الأخ الأكبر الذي يرشد ويوجه، دون أن يبخل بعلمه أو خبرته.
في النهاية، تبقى الشخصيات المؤثرة خالدة، ليس بما تتركه من كتب وأبحاث فقط، بل بما تتركه من أثر في القلوب. ود. سامي عبد العزيز هو أحد هؤلاء الذين ستظل ذكراهم جميلة ومضيئة في نفوس من عرفوه، سواء كانوا طلابًا، زملاءً، أو حتى مجرد مستمعين لكلماته التي تحمل من الرقي بقدر ما تحمل من المحبة.