مقالات

أديبة سوريا .. لماذا اغتالوها ؟

بقلم: سعيد محمد أحمد


سوريا الجديدة.. مالذى أزعج عصابات الجولاني بقتل كاتبة وأديبة سورية تدعى
الدكتورة “رشا ناصر العلي‬⁩” جرى اختطافها منذ عدة أيام على يد جماعة الجهاديين التكفيريين من تنظيم القاعدة من مسكنها، وتم العثور على جثتها مشوهة ومبتورة الأصابع..علما أنها لا علاقة لها بالسياسة سوى أنها صاحبة قلم أدبى يبدو أنه يشكل خطراً وجودياً على أبو محمد الجولانى وزبانيته ، فأرادوا التخلص منها وفق افكارهم الجهادية التى تتعارض مع ديانتها وفكرها الذى يختلف مع المذهب الوهابي , الذى تم إحياؤه فى سوريا، وأفرز تلك العصابات بعد أن تم وأده ودفنه فى بلد منشأه .

ويبقى السؤال لماذا الإصرار على الإستمرار فى تلميع الجولانى برغم ما أثير حوله الكثير من الشكوك ومحاولة أجهزة الإعلام العربية فى تحسين صورته .. حيث يتساءل السوريين عن دعوات أبو محمد الجولانى عن التسامح والمحبة ونبذ العنف والانتقام والإقصاء وصوت العقل والرحمة والشفقة ورفض التشفى من إنسانه سيدة صاحبه رأى وفكر وصاحبة كلمة وتؤمن بتعددية العقائد وان الجميع أمام القانون سواء كأحد وأهم مبادىء المواطنة والإعتراف بالآخر.

ومن يتصور أن الصمت تجاه ما تتعرّض له المجتمعات ذات الأقليات العلوية والمسيحية والشيعية وخاصة فى مناطق الساحل السورى وفى ريف حمص العربى والتجمعات المسيحية فى العديد من المدن السورية بداية من دمشق ، بل وتعرض مثقفيها وفنانيها للإقصاء عن الساحة الثقافية والفنية بما يشكل خطراً داهما على هذا البلد وأهله، والسكوت على تلك الممارسات من الحقد والدموية لن تؤدى إلا لتأسيس مزيد من الفشل لسوريا ذات السمت الديني والتمييز العنصري الطائفي ورفض فكرة دولة المواطنة .

المؤكد أن هدف جبهة النصرة” تنظيم القاعدة ” قد تحقق بالفعل بعد مرور اكثر شهر ونصف شهر على اختطاف الدولة السورية عبر أحلام وتمنيات وعبارات وكلام معسول ودغدغة المشاعر عبر الاعلان وسريعا عن حوار وطنى ، دون تجديد زمانة ومكانة واجنداته وطبيعة المشاركين والمخططين له ، ليفاجأ الجميع انه ليس حوارا وطنيا حول سوريا بل تبين انه مؤتمر وطنى جرى تاجيله للتريث ولحين ترتيب اجنداته والذى من المنتظر ان يبدأ فى الأول من شهر مارس المقبل ،فيما زالت السكرة التى أعمت القلوب والعقول .

فماذا تنتظر من شعب عاش على مدى ٥٨ عاما حيّاه واحدة مغلقة على الفساد تقلبت فيها أجيال وأجيال ما بين الأمل والرجاء واليأس، لتعيش مرحلة مكتملة من الإحباط الدائم فى ظل غياب لكل قواعد العدالة والحياه الإنسانية والادمية ليكتشفوا فى النهاية دولة تسقط فى ساعات معدودة وانهم عاشوا فى وهم دولة الخوف فهم معذورون، فيما الخطيئة تقع على عاتق وصاحب مقولة ” من يحرر يقرر ” هنا أصبح الشعب اليوم مسلوب الإرادة كما كان فى السابق مابين عمائم خامئني لينتقل إلى مرحلة طربوش العثمانلى ، ولا يملك من نفسه سوى الإنصياع كونه قبل وهلل ورحب دون وعى .. بالقادم المجهول وهل يصلح لأن يكون بديلاً ؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى