
كلنا قد نقع في الخطأ وهذه طبيعة بشرية لسنا في حاجة للتدليل عليها ، ولكن إصلاح الخطأ وتجنب اثاره السلبية يعتمد على مالدى كل منا من مهارات وقدرات وسمات شخصية وخبرات ذاتية سابقة ..الخ ومن ضمن الأساليب التي قد يعتمد عليها الناس وهى وسيلة مشروعية بالقطع ، اللجوء إلى فرد ما قد نتوسم حكمته ونوجه ومن ثم توقع مساعدته لنا في ازمتنا،علنا نجد لديه ماعجزنا عن ايجاده فينا( راي/ مشورة/ نصيحة/ تسهيلات ما..الخ وقد اشارات الدراسات النفسية في مجال سيكولوجية المساعدة والدعم الى احد اخطر اساليب الاعتماد على الغير في مواجهة مايقابلة الفرد من ازمات وهى اللجوء إلى الصديق المقرب والذي تربطنا به وشائج قويه من مشاعر الدفء والمودة وهنا مكمن الخطورة فالصديق الذي تفضي له بمشكلتك غالبا مايراك موجوعا ومتألما ،الأمر الذي يدفعه من دافع حبه لك كصديق الى محاولة الإقلال قدر المستطاع من هذا الوجع لتخفيف حدته عليك ( صعبان عليه) مما يجعله يلجأ دوما لمحاولة تقليل مشاعر الوجع بأسرع وسيلة لتجنيبك الشعور به مع أن الحل الحقيقي لمشكلتك قد يكون في الغالب ضرورة اعترافك بالوجع ومعاشته وربما زيادته مؤقتا في سبيل الوقوف على السبب الحقيقي لأزمتك، وشتان بين منظور انفعالي قائم على مجرد التسكين المؤقت للالم،ومنصور عقلاني يقوم على الاعتراف بمشروعية الألم وصولا للسبب الحقيقي وراء المشكلة ويمثل هذا المنظور الأخير أهل التخصص في مجال السيكولوجيا، لكل ماسبق فإن نصيحة صديقك لك كل غرضها مش عاوز يشوفك بالوجع وبتتألم أكثر من مساعدتك في حل مشكلتك الحقيقية التي كانت سببا في هذا الوجع، ويبقى ربنا بيحبك اذا كان صديقك يجمع مابين الاتجاهين معا
مجردخاطره
*أستاذ علم النفس – جامعة عين شمس