جديد بيت الحكمة..”رسائل جون كيتس إلى فاني برون”

كتب: عمرو درويش
تعد واحدة من أروع الأمثلة على المراسلات الأدبية العاطفية، حيث تعكس حبه العميق والصراعات العاطفية التي مر بها خلال فترة قصيرة من حياته. جون كيتس، الشاعر الإنجليزي الرومانسي المعروف، وقع في حب فاني برون في عام 1818، وكانت العلاقة بينهما مليئة بالعاطفة، ولكنها أيضًا شابها الألم بسبب تدهور صحة كيتس وصراعاته الشخصية.
هذه الرسائل فيها:
العاطفة العميقة والصادقة
تحمل لغة مليئة بالمشاعر الصادقة والجياشة. كان يعبر عن حبه لفاني بطريقة تعكس حساسيته كشاعر. على سبيل المثال، في إحدى الرسائل يقول:
“أنا لا أستطيع الوجود بدونك. أنسى كل شيء إلا رؤيتك مرة أخرى – حياتي تبدو وكأنها تتوقف في انتظار ذلك الوقت.”
.التأرجح بين الأمل واليأس
تعكس الرسائل صراع كيتس الداخلي بين الأمل في أن يجمعهما الحب، واليأس الذي نتج عن مرضه وافتقاره إلى الموارد المالية اللازمة للزواج. هذا التناقض يظهر بشكل قوي في كلماته:
“إذا كنت لا تستطيعين أن تكوني لي بالكامل، فسأشعر وكأنني نصف ميت – بدونك، أشعر أنني كائن محطم.”
.اللغة الشعرية والجمال الأدبي
كون كيتس شاعرًا موهوبًا، تظهر في رسائله جمالية لغوية مبهرة، حيث يصف مشاعره باستخدام صور واستعارات شعرية:
“حبي لك ينمو كما تنمو الجذور في الأرض؛ أنا مدفون فيك، ولا يمكنني أن أُقتلع.”
. الخوف من الموت والبعد
مع تدهور صحة كيتس ومرضه المتزايد، أصبح هاجس الموت حاضرًا بقوة في رسائله. كان يشعر بالقلق من أن يترك فاني خلفه وحيدة:
“أشعر أحيانًا كما لو أن الموت يسكنني. إذا كان ذلك هو المصير، فلا أريدك أن تشعري بالحزن؛ أريدك أن تتذكري أن حبي لك خالد.”
. صراع الحب وعدم اليقين
رغم حبه العميق لفاني، كانت العلاقة محاطة بالتوتر بسبب الفروقات الاجتماعية وضغط الظروف المحيطة بهما. هذا جعله أحيانًا يعبّر عن الغيرة وعدم اليقين، ولكنه كان دائمًا يعود ليؤكد حبه.
أثر الرسائل:
رسائل كيتس إلى فاني برون لم تُنشر إلا بعد وفاته، لكنها أصبحت جزءًا مهمًا من إرثه الأدبي. تعكس هذه الرسائل قوة الحب، الألم الإنساني، والروح الرومانسية التي ميّزت أعماله.