
أثيرت قبل أيام قضية تعريب مناهج العلوم الطبية بجامعة الأزهر ، وهو أمر جد خطير ويستلزم أن نقول ملاحظاتنا عليه.
أولا ..أن دراسة الطب لا تخص أصحاب لغة دون أخري ..هي مصطلحات تتعلق بتوصيفات ومفهومات علمية يجب أن تكون دقيقة ولا تحتمل التأويل ..أو أن يفهمها أحدهم على هواه..
ثانيا…أن الدراسة بكليات جامعة الأزهر. منذ سنوات عديدة قد اقتصرت على خريجي المدارس الأزهرية ولم يعد يلتحق بها خريجي المدارس الثانوية غير الأزهرية ، وجميعنا يعلم مستوى تدريس اللغات بها …
ثالثا…يتميز الطب بالتطور الهائل والمستمر في كل ثانية بل في كل فيمتو ثانية من أجل إنقاذ الانسان من المرض، مما يستلزم معه المتابعةوالملاحقة والوقوف على أحدث المستجدات وهي باللغة الأجنبية..
رابعا..يجب الاعتراف بأننا من مستهلكي المعرفة ولسنا من منتجيها
وإذا كانت هناك ابتكارات مصرية في المجال أو إحداث نقلات نوعية فهي لأطباء عظام درسوا وتلقوا العلم في الجامعات العريقة المتقدمة .
خامسا…لابد من التواصل الدائم مع المصادر العلمية المتعددة وهذا يتطلب اتقان تام للغة..
سادسا..في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لايجب الانغلاق ..
سابعا..اعتز كثيرا بلغتي العربية والتي يحب اتقانها حفاظا على الهوية..الا أننا حتى وفي العلوم النظرية والإنسانية قمنا بالترجمة للحركة العلمية في مجتمعات أخري والوقوف على أحدث النظريات التفسيرية والمناهج والأدوات دون ابتكار …وهذه حقيقة ..
ثامنا…إن عملية التعريب سوف تستهلك من الوقت والجهد وفرق العمل والتي أحسب أنها ستعجز عن ملاحقة التطورات الهائلة في المجال ..
تاسعا…بدلا من تضييع الوقت والجهد يتم رفع قدرات الطلاب في مراحل ماقبل الجامعة وتعليمهم العديد من اللغات بإتقان كى يستطيعوا مواكبة الحركة العلمية ..
عاشرا ..أشاهد الكثير من إجراء العديد من الجراحات بداخل غرفة العمليات التي من الممكن أن يشارك فيها خبيرا عالميا عبر تقنية الزووم ..وهنا كيف ستكون لغة التفاهم ..وهل سيكون هناك مترجما ..
ولعلى أرى أنها بدعة سوف تؤدي إلى وجود تضليل في مجال المعرفة المتصلة بحياة الإنسان ..