مقالات

محمد عبدالجليل .. وداعا

بقلم: د. سامح محروس

فقدت جريدة الجمهورية، وفقدت انا شخصيا واحدا من أنقى الصحفيين الذين نادرا ما تقابلهم فى حياتك وهو الزميل الاستاذ محمد عبدالجليل نائب رئيس تحرير الجمهورية.
لا ابالغ أن قلت ان محمد عبدالجليل هو واحد من اوائل الناس الذين عرفتهم فى مرحلة مبكرة جدا من حياتى .. حيث تعود بداية معرفتى به إلى سنة 1990 او 1991 على ما أذكر عندما كنت طالبا بكلية الإعلام جامعة القاهرة واتردد علة جريدة الجمهورية متدربا اثناء فترة دراستى بالجامعة.
كنت فى تلك الفترة أسعى للحصول على اى فرصة للنشر .. وشاءت الاقدار أن اتعرف على الزميل الاستاذ محمد عمارة مسئول باب بريد القراء وكان رئيس تحرير جريدة الأمة فى ذلك الوقت .. وكان مكتبه يقع فى اخر الطرقة الطويلة بجريدة الجمهورية .
وفى مكتب محمد عمارة تعرفت على محمد عبدالجليل وتعاونا سويا مع الاستاذ عمارة فى جريدة الأمة وكنت اتقاضى مكافأة أسبوعية قدرها 10 جنيهات.. كنت اشعر بنشوة وفرحة عظيمة عند استلامها فاصرف منها على احتياجاتى الجامعية من مواصلات ومأكل وشعرت بسعادة عظيمة فى ذلك الوقت حيت أبلغت أبى رحمة الله عليه بأننى أصبحت اكسب فلوس واستطيع الانفاق على نفسى جزئيا.
كنت كلما حضرت فى الصباح التقى محمد عبدالجليل واجده يحتفظ لى بما كنت احتاجه من الصحف سواء جريدة الجمهورية او جريدة الأمة التى تنشر موضوعاتى بها موقعة بأسمى.
وعلى مدار أكثر من 33 عاما توثقت صلتى وصداقتى ب محمد عبدالجليل الذى لمست فيه كل معانى الصدق والنقاء والاخلاص والصفاء.
وسبحان الله كما كان محمد عبدالجليل يحتفظ لى بإعداد الصحف عندما عملنا سويا فى المبنى القديم.. يبدو أن القدر ادخره لى ليمنحنى ما كنت احتاجه من صحف بعد انتقالنا للمبنى الجديد . حيث لم أكن آتردد فى الذهاب إليه حيث يجلس فى غرفة قسم التحقيقات المجاورة للقسم الخارجى حيث يوجد مكتبى واطلب منه ما احتاجه من اعداد الصحف فيمنحه لى دون تردد.
ذكريات ومواقف ستبقى محفورة فى القلب والوجدان.
رحم الله الزميل الغالى محمد عبدالجليل وأسكنه فسيح جناته والهم اله وذويه الصبر والسلوان.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى