مقالات

قراءة مختلفة لمشاجرة طالبات المدرسة الدولية بالتجمع

بقلم: د/ نسرين البغدادي

فيما يخص واقعة طالبات المدرسة الدولية واللائي اعتدين فيها على طالبة صغيرة بالضرب المبرح على مشهد ومرأى من جموع المشاهدين من الطلاب، وعزوف متعمد عن التدخل .وكأنهم يشاهدون ماتش كورة ينتظرون من الغالب ..وعلى الرغم من صدور قرار المدرسة بالفصل النهائي للفتيات بالإضافة إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية للردع العام .إلا أن هناك العديد من التساؤلات المطروحة في هذا المجال تدور حول حول ظاهرة الشعور بالعداوة وتزايدها لدى البعض تجاه الآخر …لماذا هذا الكم من العداء السافر الذي أخذ منحى التعدي اللفظي والجسدي دون إدراك مخاطر مابعد الفعل ؟ لماذا هذا الكم من الحقد والحنق والرغبة في تحطيم الآخر والتخلص منه؟ لماذا تتنامى ظاهرة عدم التحكم في الغضب ؟ ..لماذا يستشعر البعض أن الحل الوحيد يكمن في محو الآخر ؟ من المسؤول عن هذا ..هل الاسرة ؟ هل المؤسسة التعليمية التي غاب عنها الانضباط وأصبح همها الأول تحصيل الاموال؟ وبالتالي نغض الطرف عن العديد من السلوكيات ؟ أم أن المواد الدرامية والمواد الإلكترونية المتروك دون مراقبة هي من العوامل المساعدة بشدة في انتشار بعض من الحوادث التى نصحو عليها يوميا .
وبالمناسبة هذا النمط من السلوك منتشر في كثير من المجتمعات، ولكن الاندهاش يأتي من خصوصية مجتمعنا الذي من المفترض أنه محصن بإطار قيمي ، لكنه يبدو أنه أصبح منفرطاً .

ومن هنا نؤكد على العديد من العناصر ..
أولاً.. أصبح السلوك العنيف غير مرتبط بجنس من يمارسه.
ثانياً..انخفاض سن ممارسي السلوك العنيف، وهذا هو المرعب .
ثالثاً…انحسار قيمة النخوة والدفاع عن المظلوم ، وسادت السلبية واللامبلاة.
رابعاً ..اعتياد مشاهدة بعض من مظاهر العنف سواء أكانت في عالم الدراما أو العام الافتراضي التي انعكست على الواقع ،ومن ثم لم يأت الاستغراب وكأنه سلوك معتاد ..
خامساً..توحد العديد من الفئات العمرية من الجنسين مع الشاشة التي تعرض كل صنوف العنف ..وتم تركهم نهبا للشاشة المتاحة من خلال أدوات كثيرة..
سادساً ..لاشك ان مشاهد العنف العالمية والقتل والتدمير وانتفاء أي قيمة للانسان ..جعلت الحفاظ على كرامة الآخر هينة.
سابعاً..تم اختصار التربية والتنشئة في توفير الملبس والأكل ونوعية تعليم يتفاخر بها الآباء من دون النظر الى أهمية غرس قيم احترام الحياة للنفس والآخر والحفاظ على الكرامة لي والآخر، وحقوق الزمالة، وحدود الاختلاف، ومهابة السلطة في أي من المواقع، واحترام القانون ومعرفة القنوات الشرعية التي من خلالها يتم الحصول على الحقوق دون اللجوء إلى أخذ الحق باليد .
وأخيراً ..عدم إدراك العواقب الوخيمة التي ستحدث بعد ذلك وأعتقد أنها غائبة عن الإدراك وكأنهم بعدين كل البعد عن معرفة العقوبات المحددة في القانون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى